كتاب الهوية الكبرى - البداية
كتاب تأسيسي يقدم رحلة علمية وفلسفية لفهم الهوية بمفهومها البنيوي العميق، من الذاكرة والتخيل إلى الفن واللغة والوجود، مرورًا بالتاريخ والجمال واللون، وصولًا إلى منهجية الوجود والمعنى. يُعد الكتاب مدخ لًا عمليًا وفكريًا لتأصيل مفهوم الهوية، ويمهّد الطريق لفهم علم الهوية البنيوية الكلية، مستعرضًا عناصر الهوية في الإنسان والمكان والفكر والتاريخ بروح علمية وإبداعية معًا.

ليس مجرد كتاب، بل رحلة معرفية تفتح للقارئ أبواب الفهم العميق للهوية كأداة وكمعنى، وكبنية تتشكل عبر الزمان والمكان، وتتفاعل مع اللغة والفن والتجارب اليومية. يبدأ الكتاب بفصل “قصة الهوية” ليربط القارئ بالحس والتجربة والخيال والذاكرة، ويكشف كيف تتشكل الهوية في التفاعلات اليومية والحكايات والأحداث، وكيف يصبح الفن والأدب والسينما مرايا تعكس ملامحها.
ثم يأخذنا إلى “وجود الهوية” لنفهم كيف تتجلى الهوية عبر التاريخ والعقائد، وكيف تصنع العناصر الطبيعية والمؤسسات الاجتماعية الركائز التي تبني الهوية الجماعية، وكيف يتفاعل الفكر مع المادة ليشكل وعينا بأنفسنا.
أما في “تاريخ الهوية”، فيعيد الكتاب تعريف الهوية عبر الوجود، ويرصد تشكّلاتها في الكائنات والأشياء غير الحية، والعوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر في بنائها، وصولًا إلى تجسيدها في السلوكيات والطموحات الفردية والجماعية.
وفي “الهوية: المعنى والدلالة”، يفتح الكتاب مساحة تأمل عميقة، فيتتبع رمزيتها في اللغة العربية، خاصة حرف “هـ”، وعلاقتها بالنطق والدلالة والرسوم الكتابية، ويكشف البعد العالمي لكلمة “هوية” كجسر بين الذات والعالم.
وفي “الهوية واللغة”، يشرح الكتاب العلاقة التبادلية العميقة بين الهوية واللغة، وكيف تعكس اللغة هوية الأفراد والثقافات، وكيف تؤثر العولمة والتكنولوجيا على هذه العلاقة، مستعرضًا الأمثلة الأدبية والفنية التي تظهر هذه التفاعلات.
أما “جمال الهوية”، فيتناول الجوانب الجمالية الداخلية والخارجية للهوية، ويشرح كيف تنعكس الهوية في التفاعل الإنساني والطبيعة، وكيف يصبح الجمال مقياسًا للتوافق والتكامل.
وفي “لون الهوية”، يأخذ القارئ في رحلة بصرية لفهم العلاقة بين اللون والهوية، وتحليل اللون كصفة مكتسبة تنعكس على تشكيل الهوية وتجلياتها في السلوك والتفاعل.
ويختتم الكتاب بـ “منهجية الهوية الوجودية”، ليؤصل فهم الهوية كمنهج وجودي، يربط الماضي بالحاضر، ويعطي القارئ خريطة لفهم خط سير الهوية عبر التاريخ الإنساني حتى زمننا المعاصر.
يمثل “الهوية الكبرى – البداية” مدخلًا تأسيسيًا لفهم علم الهوية البنيوية الكلية، حيث يربط الفلسفة بالتطبيق، والفن بالتحليل، واللغة بالسلوك، ويوفر للقارئ أساسًا قويًا لرؤية الهوية كبنية حية متحركة، لا كفكرة ثابتة. إنه دعوة للتفكر في الذات والمجتمع والعالم، ولرؤية الهوية كمحرك للفهم والتغيير والبناء الحضاري.