كيف تكتشف رسالتك في الحياة؟
- علي الغبيشي
- قبل يومين
- 2 دقيقة قراءة

في سباق الحياة اليومية، يغرق كثيرون في تفاصيل العمل والالتزامات والمسؤوليات، حتى يمر العمر دون أن يسأل الإنسان نفسه: “ما هي رسالتي في هذه الحياة؟”
وقد يظن البعض أن الرسالة يجب أن تكون شيئًا ضخمًا يعرفه الناس جميعًا، أو إنجازًا استثنائيًا، بينما الحقيقة أن رسالتك قد تكون أبسط مما تظن، لكنها عميقة التأثير، تبدأ من داخلك وتمتد إلى الآخرين والوجود حولك.
في رواية مجلس الهوية، يبدأ البطل رحلته وهو يظن أن الحياة مجرد روتين، لكن مع كل حدث وتجربة وألم وصدق، يكتشف أن هناك “نداء داخلي” يرشده نحو رسالة لم يكن يلتفت إليها، ومع كل خطوة وعي، يقترب منها أكثر.
🌿 ما هي الرسالة؟
الرسالة هي:
✅ المعنى الذي يمنحك طاقة للاستمرار.
✅ الشيء الذي يجعلك تقوم من سريرك في الصباح بحب لا بضغط.
✅ الأثر الذي تريد تركه في الآخرين، ولو كان ابتسامة صادقة أو مساعدة في حاجة أو كلمة طيبة.
✅ الشيء الذي تكون فيه على حقيقتك وتشعر فيه بالقرب من الله.
🌿 لماذا نضيع رسالتنا؟
– لأننا ننشغل بتوقعات الآخرين.
– لأننا نركض خلف المال والمكانة دون توقف للتفكر.
– لأننا نخاف أن نكتشف رسالتنا فنتحمّل مسؤوليتها.
– لأننا نؤجل الاستماع لصوتنا الداخلي وسط صخب العالم.
لكن في لحظة هدوء، أو بعد تجربة ألم أو نجاح، يظهر هذا النداء:
“لقد خلقت لهدف.. لماذا لا أبحث عنه؟”
🌿 رحلة البطل في الرواية نحو الرسالة
في رواية مجلس الهوية، لم يكتشف البطل رسالته دفعة واحدة، بل كان يمر بمحطات:
– الألم الذي أيقظه.
– الصمت الذي جعله يسمع صوته الداخلي.
– التأمل الذي جعله يرى حياته بوضوح.
– الشجاعة التي منحته الجرأة ليبدأ بخطوات صغيرة نحو رسالته.
وهكذا هي الحياة: اكتشاف الرسالة ليس حدثًا لحظيًا، بل رحلة مستمرة من التمحيص والتفكر، والبناء اليومي.
🌿 علاقة الرسالة بالهوية البنيوية الكلية
علم الهوية البنيوية الكلية يربط الهوية بالرسالة، فبدون رسالة واضحة، يعيش الإنسان حياة متناقضة، يهدر طاقته في أشياء لا تمثله، ويضيع في علاقات وأعمال لا تعبّر عن حقيقته.
الرواية تمهّد للقارئ فهم العلاقة بين “من أنا” و”لماذا أنا هنا”، وأن الحياة بدون رسالة تكون مجرد تكرار، بينما مع الرسالة تصبح الحياة رحلة مليئة بالمعنى.
📌 كيف تقترب من اكتشاف رسالتك؟
1️⃣ خصص وقتًا للصمت والتفكر أسبوعيًا.
2️⃣ اسأل نفسك: “ما الشيء الذي أستمتع به وأشعر بالقرب من الله وأنا أفعله؟”
3️⃣ لاحظ الأمور التي يطلبها الناس منك باستمرار، فهي قد تحمل إشارات على رسالتك.
4️⃣ تأمل في الأحداث التي مرت بك: ما هي التجارب التي غيّرتك؟ وماذا تعلمت منها؟
5️⃣ ابدأ بخطوات صغيرة: الرسالة لا تُكتشف بالتفكير فقط، بل بالمحاولة والعمل.
🌻 خاتمة:
اكتشاف رسالتك في الحياة ليس ترفًا، بل حاجة للنفس لتعيش بسلام ومعنى. عندما تقترب من رسالتك، ستشعر أنك في المكان الصحيح، وأنك تسهم في الكون بصدق، وأن أيامك مهما بدت عادية، فإنها تحمل أثرًا يبقى فيك وفي غيرك.
“هل توقفت يومًا لتسأل نفسك: ما رسالتي في الحياة؟ وما الخطوة التي يمكنك القيام بها اليوم لتقترب منها؟”
Comments