الهوية ليست قيدًا
- علي الغبيشي
- 20 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

حين نسمع كلمة “الهوية”، قد يخطر ببالنا إطار ضيق يحدّدنا، أو بطاقة تعريف تلزمنا بأن نكون بشكل محدد، أو قيودًا يفرضها المجتمع والأسرة والعادات علينا، فنشعر أحيانًا أن الهوية سجن يقيّدنا بدل أن يحررنا.
لكن رواية مجلس الهوية تأخذنا نحو معنى مختلف، إذ تكشف لنا أن الهوية الحقيقية ليست قيدًا، بل هي الخريطة التي تساعدك على معرفة ذاتك ومسارك بوضوح وحرية.
الهوية التي نصنعها أم الهوية التي نصنع بها؟
كثير من الناس يعيشون في صراع مع الهوية:
– هل أنا حر أم أسير لتقاليد المجتمع؟
– هل أنا أختار طريقي أم مفروض عليّ؟
– هل يمكن أن أكون نفسي في عالم يريد مني أن أكون نسخة من الآخرين؟
في رواية مجلس الهوية، يعيش البطل هذه الأسئلة في صمت داخلي، حتى يصل إلى حقيقة:
أن الهوية ليست القالب الذي يُفرض علينا، بل هي النواة التي نعيد اكتشافها مع كل تجربة ومع كل وعي جديد.
الهوية مساحة حرية
حين تعرف هويتك الحقيقية، تصبح أكثر حرية، لأنك:
✅ تعرف ما تريده حقًا دون تشتت.
✅ تتعلم متى تقول “نعم” للأشياء التي تخدم مسارك.
✅ تتعلم متى تقول “لا” لما يشتتك ويستهلك طاقتك.
✅ تتحرر من ضغط التقليد والمقارنة مع الآخرين.
الهوية كمنارة في الطريق
الهوية هنا تشبه “المنارة” التي تهديك في بحار الحياة. قد تتغير تفاصيل الطريق، وقد تمر بعواصف وظروف مختلفة، لكن منارتك تبقى هناك، تذكّرك بهدفك الحقيقي وقيمك العميقة.
في رواية مجلس الهوية، تظهر هذه المنارة في لحظات الألم، وفي لحظات الفرح، وفي الصمت الذي يعيش فيه البطل عندما يختبر معنى “أن تكون أنت دون خوف”.
لا تضيق بك، وسّعها
الهوية ليست قالبًا جامدًا، بل هي مشروع مستمر للنمو. أنت كل يوم في رحلة لاكتشاف جوانب جديدة في نفسك:
– بالأحداث التي تمر بها.
– بالأشخاص الذين تقابلهم.
– بالأفكار التي تتعلمها.
كل هذه اللحظات إما توسّع وعيك بذاتك أو تعيدك خطوة إلى الخلف. اختيارك هنا هو ما يصنع الفرق.
بين الهوية والعلم
علم الهوية البنيوية الكلية لا يقدم الهوية كتعريف مغلق، بل كعلم يساعدك على اكتشاف نفسك عبر أدوات القياس والتأمل، ويجعلك ترى الهوية كمسار لا ينتهي.
الرواية تمهّد لك هذا العلم، إذ تجعلك ترى الهوية كرفيق يرافقك في الطريق، لا كسجان يقيّدك.
كيف تتحرر بالهوية لا منها؟
1️⃣ توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
2️⃣ اسأل نفسك: “من أنا في هذه المرحلة من حياتي؟”
3️⃣ انظر إلى الهوية كرحلة لا تعريف ثابت.
4️⃣ اجعل تجاربك جزءًا من تكوينك لا حُكمًا عليك.
5️⃣ تذكّر أن الهوية الحقيقية هي التي تمنحك القوة لتعيش نفسك، لا نسخة من غيرك.
خاتمة:
الهوية ليست قيدًا، بل دليل نجاة في بحر الحياة، إذا عرفتها أحببت نفسك، وإذا فهمتها عشت بسلام، وإذا بنيتها بوعي، صارت بابًا لحرية داخلية لا تمنحك إياها الظروف ولا يأخذها منك أحد.
Comments