حين تناديك الهوية
- علي الغبيشي
- 10 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: قبل يومين

في رواية مجلس الهوية، لم يكن النداء الأول مجرد صوت تسمعه الأذن، بل كان همسًا داخليًا لا يسمعه إلا القلب المستعد للسماع. كثيرون يعيشون أعمارهم دون أن يسمعوا هذا النداء، لأن صخب الحياة وضجيج الرغبات يغطي على همسات الهوية، فتظل كامنة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر.
في لحظة معينة من الصمت، عندما تتوقف الأسئلة عن الإلحاح، وعندما تتوقف عن الركض خلف كل ما هو خارجي، يظهر هذا النداء. قد يكون في صلاةٍ خشعت فيها بحق، أو في ليلةٍ تأملت فيها السماء، أو بعد ألمٍ شديد جعلك تُعيد ترتيب حياتك من جديد. هنا، تدرك أن الهوية ليست شيئًا تكتسبه من الخارج، ولا شيئًا يمنحك إياه الناس أو الأماكن، بل هي حقيقة كامنة في داخلك تنتظر منك أن تراها.
في الرواية، كان هذا النداء بداية الرحلة الحقيقية، لأنها اللحظة التي يختار فيها الإنسان أن يرى نفسه كما هي، بعيدًا عن الأقنعة التي صنعها ليُرضي الآخرين، أو ليهرب من ضعفه، أو ليجد مكانه بينهم. حين تسمع هذا النداء، تبدأ برؤية نفسك دون زينة، وترى ضعفك وقوتك، ترى أحلامك التي دفنتها تحت الواجبات، وترى آمالك الصغيرة التي تسكنك في التفاصيل اليومية.
النداء ليس مريحًا دائمًا، بل قد يكون مؤلمًا، لأنه يجبرك على مواجهة الأسئلة التي هربت منها طويلًا:
من أنا بعيدًا عن توقعات الآخرين؟
ماذا أريد حقًا؟
ما الذي أحتاج أن أتخلص منه لأرى نفسي بوضوح؟
في تلك اللحظة، يصبح النداء نورًا خافتًا يقودك نحو رحلة صادقة مع نفسك.
📌 كيف تستقبل نداء الهوية في حياتك؟
1️⃣ اجلس مع نفسك في مكان هادئ، وأغلق كل المشتتات.
2️⃣ اسأل نفسك: ما الذي أهرب منه؟
3️⃣ اسأل: ما الذي أحتاج أن أواجهه الآن لأكون صادقًا مع نفسي؟
4️⃣ استمع لصوتك الداخلي دون خوف، ودون استعجال.
🌿 خاتمة:
حين تناديك الهوية، اعلم أن الله يفتح لك باب العودة إلى نفسك، ويمنحك فرصة لتكون أنت، بلا أقنعة، بلا خوف، لتبدأ رحلة وعي حقيقية، تجعلك ترى كل شيء بوضوح لم تختبره من قبل.
“هل سبق وسمعت نداء الهوية في داخلك؟ وكيف كان أثره عليك؟”
ملفت صوتي لمناقشة حين تناديك الهوية
Comentarios