top of page

فلسفة الرواية وعلاقتها بعلم الهوية البنيوية الكلية

رواية مجلس الهوية ليست مجرد نص سردي تقليدي، بل هي عمل أدبي تأملي فلسفي يحمل في جوهره مشروعًا علميًا ومعرفيًا كبيرًا، حيث تمثل الرواية بوابة إنسانية إلى علم الهوية البنيوية الكلية. في عالم يزداد فيه ضجيج الاستهلاك وتتشابه فيه المسارات، تأخذ هذه الرواية القارئ في رحلة متدرجة بين الفصول نحو اكتشاف الذات والوعي بالهوية بشكل عملي بعيد عن التنظير المجرّد.


تبدأ الرواية بطرح الأسئلة الكبرى في النفس، متكئة على الرمز والحوار الداخلي والخارجي، لترسم للقارئ ملامح الإدراك البسيط والعميق في آن، مقدمة له تأملات حول علاقته بذاته ومحيطه وزمنه وذاكرته، وصولًا إلى الوعي بمكانته في الكون. هي رواية تبني “التأمل العملي” ليصبح أسلوب حياة للقارئ، ليخرج منها وقد بدأ النظر إلى ذاته والكون بمنظور مختلف أكثر هدوءًا وعمقًا.


أما علاقتها بعلم الهوية البنيوية الكلية، فهي علاقة تمهيد وتهيئة؛ إذ إن العلم، بصفته مشروعًا معرفيًا يسعى لبناء الوعي وتحليل الهوية بمصفوفات وأدوات قابلة للتطبيق، يحتاج إلى لغة إنسانية تدخل إلى القلب وتلامس الروح قبل أن تخاطب العقل بأدواته. هنا تأتي الرواية لتكون الممهد العاطفي والفلسفي لدخول هذا العلم إلى حياة القارئ، ليكون متقبّلًا لفكرة بناء الهوية وقياسها وفهمها بعمق وهدوء.


هي رواية تتكامل مع العلم، لا تزاحمه، وتساعد في نشر رسالته، لتكون عند القارئ تجربة وجدانية وعقلية، تجعله يعيد ترتيب أسئلته القديمة، ويفتح لنفسه بابًا نحو إدراك جديد لحياته، فيكون القارئ قد بدأ رحلة العلم من باب الأدب والفكر، ليكمل مسيرته مع العلم بالتطبيق والتأمل والقياس، في انسجام بين الفكرة والممارسة.

Comentarios


bottom of page